
الرئيس ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
الثلاثاء، ١٥ نيسان، ٢٠٢٥
أكد الرئيس نجيب ميقاتي أن "الحل الأفضل لمعالجة الوضع القائم في الجنوب بسبب استمرار الإحتلال الإسرائيلي، يقضي بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة الموقع عام 1949، ونقاط الحدود اللبنانية الجنوبية، وعندها يصبح الإنسحاب الإسرائيلي تلقائياً الى ما وراء الحدود".
وشدد على أنَّ "هذا الأمر يتطلب ضمانات دولية أو أممية من أجل ضمان حصول استقرار طويل المدى على الحدود الجنوبية".
وفي حديث إلى محطة "هلا أرابيا" الفضائية مع الزميل وليد عبود، سئل عن تفاهم وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حكومته وعمن فاوض عليه فقال ميقاتي: "الإتفاق قام به الرئيس نبيه بري، وأنا قبلت بالتنازل عن هذا الدور وتفاديت أيضاً أن تكون هناك حساسيات طائفية في هذا الأمر، خصوصاً في ظل وجود أعداد كبيرة من أبناء الطائفة الشيعية الذين نزحوا من الجنوب في طرابلس".
وأضاف: "اتفقت مع دولة الرئيس بري على أن يتولى وضع آلية لتنفيذ القرار 1701، علماً أنني تسلمت نسخة من هذا التفاهم عشية وقف إطلاق النار، وكنت أطلع دورياً من السيد أموس هوكشتاين على أجواء الإتصالات الجارية. وعندما وافقنا في مجلس الوزراء على هذه الآلية، طلبت من الأمانة العامة لمجلس الوزراء إبلاغ مجلس النواب بنص الآلية والخرائط المرفقة وقمنا بواجبنا كاملاً".
ورداً على سؤال قال: "حزب الله دخل في حرب إسناد وكانت خاسرة، وقد احتلت إسرائيل أرضنا، فكان التفاهم بهدف تنفيذ القرار 1701 في ضوء المستجدات، بكفالة الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. ولكن لسوء الحظ فقد ترك الجميع المهمة وبقيت إسرائيل تحتل مناطق في الجنوب وتقوم بعدوان موصوف وبإنشاء مناطق عازلة".
أضاف: "الأولوية اليوم هي لإخراج إسرائيل من الأراضي المحتلة، وهذا يتم بطريقة واحدة هي تشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة الموقع عام 1949، ونقاط الحدود اللبنانية الجنوبية، وعندها يصبح الإنسحاب الإسرائيلي تلقائياً الى ما وراء الحدود، وهذا الأمر يتطلب ضمانات دولية أو أممية من أجل ضمان حصول استقرار طويل المدى على الحدود الجنوبية".
العلاقة مع عون
سئل عما إذا كان يلتقي رئيس الجمهورية جوزاف عون باستمرار قال: "نعم، نعقد لقاءات دورية وأُسرُّ دائماً بالنقاش معه. أداء رئيس الجمهورية هو أداء رجل دولة لا رجل سلطة. ولدى تشكيل الحكومة تصرّف ولا يزال كرجل دولة، حتى بانفتاحه على كل الأطراف. لقد قدّم تنازلات في موضوع تشكيل الحكومة، انطلاقاً من حسِّه كرجل دولة، وهذا ما يميّزه عن الآخرين".
وعما يتردد في الأوساط السياسية عن تفاهم كان عقده مع الرئيس جوزاف عون على ترشيحه لرئاسة الحكومة قال: "نعم، لقد كنا على تفاهم وعقدنا جلسة مطولة اتفقنا خلالها على الخطوط العريضة للعمل الحكومي".
أداء سلام
وعن تقييمه لأداء رئيس الحكومة نواف سلام قال: "إن مقام رئاسة الحكومة هو نقطة الإرتكاز للنظام، ومع احترامي الكامل للرئيس سلام فالمقياس عندي هو المقام".
وعما إذا كان المقام قد اهتز قال: "أتحفظ على الجواب".
أضاف: "أتمنى للرئيس سلام كل التوفيق وأن يحافظ على المقام وعلى الدستور وروحيته ويكون الإلتزام بالدستور كاملاً. الرئيس سلام هو من أكثر المنظّرين بالدستور، ولكن الفارق كبير بين التنظير والتطبيق. الدستور لم يوضع لزرع الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بل لإرساء التعاون البناء".
الخروج من السرايا
ورداً على سؤال عن ظروف خروجه من السرايا قال: "ما حصل هو عمل ديموقراطي طبيعي، لم أسأل عم ظروفه حتى لا يتكوّن لدي حقد على أحد".
أضاف: "ظهر يوم الإستشارات اتصلت بالرئيس نواف سلام الموجود في الخارج وهنّأته على تولّي المسؤولية، ثم أجريت اتصالات مع الكتل النيابية التي كانت مواعيدها للإستشارات بعد الظهر في القصر الجمهوري، وتمنّيت عليها عدم تسميتي".
زيارة سوريا
وعن ربط البعض خروجه من السرايا بزيارته الى سوريا ولقائه الرئيس أحمد الشرع، قال: "لا علاقة بين الأمرين، ولو عادت الظروف الى الوراء لكنت فعلت الأمر نفسه. ظروف الزيارة كانت مرتبطة بموضوع اللبنانيين في السجون السورية وبمناوشات جرت على الحدود وبقرارات اتخذت يومها وقضت بمنع اللبنانيين من الدخول الى سوريا، فاتصلت بالرئيس الشرع الذي شرح لي أن هناك مسائل تقتضي أن يتم حلّها وجهاً لوجه. وهذا ما حصل وقد ذهبت الى سوريا من أجل البحث في إرساء الإستقرار على الحدود اللبنانية – السورية".
الإنتخابات البلدية
وعن ملف الإنتخابات البلدية في طرابلس قال: "موقفي صار معروفاً، وأنا سأدعم المجلس البلدي الجديد كائناً من يكون".
وعن خيار اللوائح المقفلة قال: "إنها خطوة مهمة وجيدة خاصة في ما يتعلق بالعاصمة بيروت. ولكنني أعتقد أننا تأخرنا في موضوع التعديلات، وإذا كان هناك إصرار عليها فالأمر يتطلب حكماً تأجيلاً تقنياً للإنتخاب ما قد يفسح في المجال أيضا أمام إدخال تعديلات أخرى".
ولفت الى أن "هناك حرصاً من كل الأطراف في بيروت على موضوع المناصفة وبإذن الله يتم الإلتزام بذلك".
وعما إذا كان التقى بالرئيس سعد الحريري قال: "لقد التقيت به خلال زيارته الأخيرة الى بيروت، ولم يجر أي اتصال بيننا بعد ذلك".
الإنتخابات النيابية
وعما إذا كان سيخوض الإنتخابات النيابية المقبلة، أو سيدعم تشكيل كتلة قال: "الأمور مرهونة بأوقاتها، ولكن في الإجمال لست راغباً بالترشح. لننتظر الظروف ونقرر في وقتها".